يبقى التجاوز والتجاهل ، سلاحا للقفز على كثير من المشكلات ، بل قد يكون العلاج نفسه . ويعتقد البعض أن في التجاهل نوعا من السلبية وعدم الحركة إلى الأمام من منطلق أنك يجب أن تسامح وتتجاوز الاحباطات وتنسى أو تتناسى ، مادمت تعتقد أن غدا أفضل من اليوم ، وما دمت ترى في التسامح سبيلا ونورا للغد الأجمل. قد يقول قائل ، إننا بشر ولسنا بملائكة ، فكيف أقدم من دون مقابل؟ وكيف أتسامح مع من أحبطني؟ وفي النهاية كيف أتناسى الجروح والأحزان التي لحقت بي من هذا أو ذاك؟
نعم ، إنها تساؤلات مشروعة تعكس الطابع البشري في مجمله ، طابع المصالح الذي يتغير في الشكل والمضمون من شخص إلى آخر ومن جيل إلى آخر . ولكن تبقى لغة المصالح بباعها الطويل… ومع ذلك من الضروري ألا تقف في مكانك وتسمح للإحباطات والأحزان بأن تتملكك . واستمع لما قاله الكاتب المسرحي الإنجليزي الشهير وليم شكسبير «عوّد نفسك على التجاهل فليس كل ما يقال يستحق الرد».
ثق تماما أن هناك الكثير من الأفعال والأقوال ، التي لا تتطلب منك عناء الرد والتفاعل ، فابتعد وتجاهل وإن حدث مكروه لك منها .. تسامح … تكلم قليلا وتجاهل كثيرا ، لأن الضوضاء والكلام يزيد تباعا وضجيجه يعلو ويعلو ، وما أنت عن ذلك ببعيد . وهذا لا يعني تعمد تجاهل الآخرين ، بقدر ما يعني معالجة المواقف بالحكمة والاعتدال. كما ينبغي ألا نتمادى في التجاهل وعدم الاهتمام بمن حولنا. وهو أمر فطن له الكاتب البولندي غابرييل لاوب ، حين قال «لنتعلم من الرياضيات عدم تجاهل الأصفار»
المقال من المصدر الاصلي من هنا
التعليقات